نبحث في هذه الدراسة إمكانية استخدام الزكاة كبديل للضريبة، مع تسليط الضوء على الزكاة كأداة لتعزيز تراكم رأس المال، وتوسيع دائرة الشمول الاقتصادي، وتمكين الطبقات المهمشة في المجتمع. فالدراسة تعتبر وتقدم الزكاة ليس فقط كالتزام ديني، بل كأداة اقتصادية واجتماعية متعددة الأوجه وجزء لا يتجزأ من الإطار العام للاقتصاد الإسلامي. الدراسة في جوهرها، تؤكد على ضرورة إيجاد بديل لآلية إعادة توزيع الدخل الحالية بهدف تعزيز العدالة الاقتصادية والتماسك الاجتماعي، لا سيما داخل العالم الإسلامي. خاصة بالنظر للتحديات المستمرة التي يفرضها اتساع الفوارق المتزايد في الدخل، والفقر الراسخ، والإقصاء الاجتماعي، الذي تفاقم بسبب نظم الضريبة الحالية المحلية والعالمية. ردًا على ذلك، يقترح البحث الزكاة كآلية لمعالجة هذه القضايا، والاستفادة من مبادئ العدالة والشمولية التي تتميز بها هذه الأخيرة (الزكاة). ومن الأفكار المحورية في هذه الدراسة، فكرة الزكاة باعتبارها الركن الثالث للإسلام والركن الاقتصادي الوحيد، وما تحمله من إمكانات كبيرة للتحول الاقتصادي. وعلى عكس الضريبة، تعمل الزكاة على مبادئ التضامن الاجتماعي والمسؤولية المتبادلة، ولا تهدف فقط إلى إعادة توزيع الثروة ولكن أيضًا إلى الارتقاء بالشرائح المهمشة في المجتمع وشملهم اقتصاديا واجتماعيا. من خلال توفير رأس المال للمحتاجين دون التزامات أو تكاليف مرهقة، كما تعمل الزكاة كأداة قوية للتمكين الاقتصادي. يهدف هذا البحث أيضا ليكون بمثابة حافزا لمزيد من البحث في إمكانات الزكاة كقوة تحويلية في الإدارة الاقتصادية. من خلال تسليط الضوء على وظائف إعادة التوزيع والمزايا النسبية، كما يمكن أن تفتح هذه الدراسة مجالا للبحث المستقبلي في الاقتصاد الإسلامي. فهذا البحث يساهم في المناقشات الجارية حول تقاطع الدين والاقتصاد والعدالة الاجتماعية، ويقدم رؤى جديدة في السعي إلى اقتصاد عالمي أكثر إنصافًا وشمولاً. وسعياً لتحقيق أهداف هذا البحث، نستخدم منهجاً يتمحور حول المقارنة بين متغيرين اقتصاديين: الزكاة والضرائب. وإدراكًا لأوجه التشابه والاختلاف بين هذين النظامين، تقوم الدراسة بفحصهما من خلال الأساليب الوصفية والتاريخية، وتتبع تطورهما ووظائفهما مع مرور الوقت. وبالاستناد إلى الإطار التاريخي، يحلل البحث الزكاة والضرائب في سياق كل منهما. علاوة على ذلك، تستخدم الدراسة التحليل الرياضي لتشريح ومحاكاة تأثير هذه الأنظمة، بما يتماشى مع المبادئ الاقتصادية المعاصرة. ومن خلال هذا النهج متعدد الأوجه، يسعى البحث إلى توفير فهم شامل للزكاة والضرائب، وتسهيل الحصول على رؤى مستنيرة حول أدوارهما وآثارهما في الحوكمة الاقتصادية.