سعت هذه الدراسة إلى الكشف عن واقع ظاهرة اجتماعية أمنية، انتشرت في بعض المدن الجزائرية، ممثلة في الكتابات الجدارية عن المخدرات والمؤثرات العقلية؛ وذلك بغرض الاتجار والتعاطي من خلال معاني ودلالات رمزية صريحة ومشفرة، وكيفية تأثيرها على السلوكيات والتفاعلات الاجتماعية في المجتمع المحلي. وقد تم استخدام منهجية جمع البيانات البصرية وتحليل التصوير الفوتوغرافي، والرسومات بطريقة مادية. وأظهرت النتائج وجود وحدة المضامين الفكرية للكتابات الجدارية؛ حيث تركز بشكل محوري على الموضوع الرئيسي للمؤثر العقلي بريغابالين «ليريكا»، ومركزية ومحورية موضوع الغرافيتي؛ إذ أصبح محورًا للإشهار والترويج للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية، وفاعلية الموضوع؛ حيث يظهر تأثير الكتابات الجدارية في جذب الانتباه وتحفيز الشباب على تجربة المؤثرات العقلية، كما وجد تعدد في الخطاب اللغوي، وتوحيد الغاية؛ حيث يستخدم الكتاب الجداريون عدة لغات (العربية، والفرنسية، والإنجليزية) بالإضافة إلى لغة الرمز والشكل واللون والخط. كما وجد تغير قيمي؛ حيث تعكس الكتابات الجدارية تغيرات في القيم والمعتقدات، وتظهر رمزيات معينة تتعلق بالتمرد والانتفاض؛ مما يعكس تعدد الأبعاد الأمنية؛ لما قد يبدو من رموز فنية على جدران المدينة؛ ولكن في واقع الأمر هي أسلوب للترويج، والإعلان عن المواد المخدرة. وتوصي الدراسة بضرورة تعزيز وتكثيف جهود التوعية والتثقيف حول المخاطر الصحية والاجتماعية لاستخدام المخدرات والمؤثرات العقلية، كما توصي بتعزيز الجهود الشرطية في تحليل رسومات الغرافيتي التي قد تكون مؤشرًا نحو أنماط جريمة منظمة. وتعزيز التدخلات العلاجية والنفسية الفعَّالة للأفراد المتأثرين بإدمان المواد المخدرة، وتوفير الدعم اللازم للتعافي والانخراط في حياة صحية.