في السادس من فبراير 2023، ضرب زلزال بقوة 7.8 على مقياس ريختر كلاً من جنوب تركيا وشمال سوريا، وأحدث دمارًا كبيرًا، حيث بلغت الحصيلة الرسمية للقتلى ما يزيد عن 50000 قتيل من ضمنهم 7000 في سوريا1. وقد تأثر بهذا الزلزال ما يقارب 12 مليون نسمة في المجموع2. وبينما بدأت المساعدات الإنسانية بالوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وذلك من جهة الأمم المتحدة والدول الأعضاء، في وقت مبكر بعد حدوث الزلزال، فإن الوصول العادل للمساعدات الإنسانية واجه عوائق عديدة. كما أن الدعم الدولي الذي لا تسيطر عليه الحكومة تأخر بشكل ملحوظ، حيث وصل أول وفد للأمم المتحدة في اليوم الخامس بعد الزلزال. وبالرغم من ذلك، فقد تم توثيق عدد من الممارسات الجيدة في الاستجابة المحلية في شمال غرب سوريا. فكونها مجهزة بأكثر من 12 عاماً من الخبرة في صراع مزمن، فإن العديد من المنظمات السورية غير الحكومية والمنظمات الشعبية كانت سريعة في الاستجابة، وذلك من خلال تشكيل تحالفات واتحادات جديدة. وإذا تم تطويرها بشكل أفضل لتغطي عدد أوسع من الجهات الفاعلة المحلية، فيمكن لهذه المنظمات العمل كوسيلة للمساعدات الدولية. وقد يسمح مثل هذا النموذج القيام بتدخلات مستدامة للتعامل مع آثار الزلزال ونقاط الضعف طويلة المدى، وبالتالي زيادة قدرة المجتمع على الصمود. يقوم هذا الموجز بدراسة الاستجابة الإنسانية للزلزال في سوريا، وفي القطاع الصحي على وجه الخصوص، وذلك بهدف تحديد أفضل الممارسات، وتسليط الضوء على الفجوات، واستكشاف المناهج الجديدة لتعزيز الاستجابة. وتعتمد الدراسة على الأدبيات الأكاديمية والرمادية، بما يشمل تقارير صادرة عن منظمات غير حكومية رائدة وهيئات حكومية. كما أن الأدلة مدعومة باستشارات ونقاشات غير رسمية تم اجراؤها مع أصحاب المصلحة المعنيين بالاستجابة للزلزال في سوريا. وتم طلب هذا الموجز من قبل منصة العلوم الاجتماعية في العمل الإنساني، وقام بكتابته د. عبد الكريم إكزايز (كلية كينجز لندن) وبمساعدة من ديان دوكلوس (مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة)، بالإضافة إلى سهى كرم (أنثرولوجيكا).