سعت الدراسة للكشف عن أبعاد أمن الهوية عبر شبكات رأس المال الاجتماعي بأحياء إمارة الشارقة، ولتحقيق ذلك تم قياس أبعاد أمن الهوية وقوة حضورها في شبكات رأس المال الاجتماعي، من خلال التركيز على خمسة مكونات لأمن الهوية وهي "أمن المرجعية التجانسية، وأمن التنقل المكاني، والأمن العقائدي الفكري، والأمن الرقابي التناوبي، والأمن الوجداني (العاطفي)" كما شملت عينة الدراسة (421) مفردة من الذكور والإناث من أحياء إمارة الشارقة التالية: "الموافجة، الرحمانية، الزاهية، المنطقة الوسطى (الذيد)، ومن الساحل الشرقي "خورفكان". وأظهرت النتائج أن رأس المال الاجتماعي ركيزة لأمن الهوية حيث تبين أن شبكة العلاقات في أحياء إمارة الشارقة المقتصرة على وجود المواطنين قوية ويُعاد إنتاجها بشكل مستمر خلافاً للأحياء المختلطة، ومن أبرز أبعاد أمن الهوية الممتدة عبر شبكة العلاقات الاجتماعية في الأحياء التي يقطنها المواطنين الاماراتيين: أولاً: أمن المرجعية التجانسية ويتمثل في" وحدة المظهر، والعادات والتقاليد، والمسؤولية المجتمعية، العلاقات القرابية"، ثانياً: أمن التنقل المكاني المتمثل في "حرية التنقل، وعدم الخوف، وأمن المرافق العامة في الحي"، ثالثاً: الأمن العقائدي الفكري المتمثل في "الانسجام الاجتماعي، الترابط العقائدي في الحي" مع الافتقار للتماثل الفكري بشكل عام، رابعاً: الأمن المنبثق عن الرقابة التناوبية المتمثل في "الكثافة الاجتماعية، والأمن تجاه المشكلات الداخلية" كالسرقة، ومشكلات الخدم"؛ خامساً: الأمن الوجداني المتمثل في "الثقة، والراحة، والإشباع العاطفي"، بالإضافة إلى وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين عدد من المتغيرات الأولية " كالثقة، والمشاركة، والتعاون، والاجتماع المتكر" وبين أبعاد أمن الهوية المختلفة؛ كما يوجد تفاوت لتدرج محاور أمن الهوية باختلاف الحي ومكان الإقامة.