تتناول هذه الورقة إحدى أشهر القصص في الحضارة الغربية. وترجع شهرتها بالمقام الأول، إلى مسرحية سوفوكلس " الملك أوديب ". وتتحدث القصة عن زوجين ملكيين عرفا أن طفلهما المتوقع، حينما يبلغ مرحلة الرجولة، سوف يقتل أباه، ويتزوج أمه. وبناء على ذلك قاما باستبعاد المولود. وتتحقق النبوءة، وحين تعرف الأم السر المخيف، تنتحر، ويفقأ أوديب عينيه. لقد صيغت حول هذه القصة نظريات كثيرة، في حقول معرفية مختلفة. على سبيل المثال في الدراسات الكلاسيكية، والأدب المقارن، والعلوم الطبيعية، وعلم النفس، وعلم الأنثروبولوجيا، وعلم اللغة، وعلم الفولكلور. وعد بعض العلماء القصة أسطورة، على حين نظر آخرون إليها على أنها خرافة، ولكن فقط علماء الفولكلور عرفوا بوجود حكايات تروى بصورة شفهية، وهي موازية لأسطورة أوديب. وبناء على ذلك فإن غاية هذا البحث الأساسية هي مقارنة الحكاية الإغريقية مع مثيلاتها في التراث الشعبي. ولكي يتحقق ذلك ينبغي على الدارس أن يميز بين نوعين من الحكايات، أحدهما النص الذي ورد في كتاب أرن- تومبسون، طراز 931. وكذلك في الطرز الأخرى التي اشتملت على جزئية من حكاية أوديب. ويرجح الدارسون أن النوع الثاني من طرز الحكايات ربما يشكل إبداعا مستقلا.